هجرة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم

قال الله تعالى: ﴿وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّـهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾
[سورة التوبة /١٠٠].

هجرة نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم

ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟

ما ظنّك باثنين الله ثالثهما؟

فلما وصلت رجال قريش إلى الغار قال أبو بكر "يا رسول الله لو أن أحدهم ينظر إلى قدميه لأبصرنا تحت قدميه" فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر ما ظنّك باثنين الله ثالثهما اهـ وليس معنى ذلك أن الله يسكن معهما في الغار حاشا إنما معناه أن الله عالم بهما وهو حافظٌ وناصرٌ لهما.

وروى البيهقي في دلائل النبوة أن الله أمر بشجرة في ليلة الغار فنبتت أمام النبي صلى الله عليه وسلم فَسَتَرَتْهُ، وأمر الله العنكبوت فنسجت على فم الغار فَسَتَرَتْهُ عليه السلام، وأمر الله حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار، وأقبل فتيان قريش بعصيّهم وهراواتهم وسيوفهم حتى إذا اقتربوا من النبي صلى الله عليه وسلم جعل رجل منهم ينظر في الغار فرأى نسج العنكبوت على فم الغار ورأى عند مدخله الحمامتين فرجع إلى أصحابه فقالوا له مالك لم تنظر في الغار فقال رأيت حمامتين بفم الغار فعلمت أنه ليس فيه أحد.
وبعدما هدأ الطلب تابع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرته إلى المدينة المنورة فوصلها سالـمًا في يوم الاثنين من شهر ربيع الأول حيث وجد فيها أنصارًا ءازروه وحموا دعوته وبذلوا النفوس والأموال دونها حتى انتشرت في المشارق والمغارب جزاهم الله خيرًا ورضي عنهم.
لقد حمى الله تعالى حبيبه بخيط العنكبوت، حمى الله تعالى حبيبه بأضعف وأوهن البيوت بيت العنكبوت فسبحان الملك القدوس الفعال لما يريد.